روحى لروحك فداء
تبكى الدنيا و أنت لا تتألمى
أحببتك كما أحب قيس ليلاه
و بكيت على جرحى
كما بكى كل عاشق على بلواه
عبثا" يشكو فؤادى من الهوى
و لا أحد يسمع شكواه
و اذا سألته عن حاله سكت
و أجابنى بكاه
ثم أسأله فيسكت
و لا أسمع غير صدى صوتى و صداه
هل ذاك الفؤاد أسيرا" فى صدرى
أم أنا أسيرا" فى يداه
أحببتكِ حُبا" مجنون
يا ذات السحر القتَّال
أحببتكِ حُبا" فوق الخيال
قدرى أن أهواكى
و أسهرُ مع النجوم لياليكى
أُناجى البدر فى سماكى
ما نسيتُكِ يوما" يا حُبى و هوايا
ما نسيتُكِ يوما" يا روحى و مُنايا
نارُ الهوى يا حبيبتى تَحرقُ حَشَايا
و صدى نبضكِ يُرَدِدُ صَدَايا
يَغَارُ منكِ البدرُ و تَغَارُ منكِ النجوم
و الشمسُ اذا بَدا حُسنَكِ توارت خلف الغيوم
لغة الصمت بيننا أبلغُ من الكلام
و حقيقة الحُب بيننا أجملُ من الأحلام
أُحبُكِ كما يُحبُ الشاطىءُ مَوج البحور
أُحبُكِ كما يُحبُ الليلُ الفجر و النور
أين كنتِ و من أين أتيتى
هل أتيتِ من أحلامى
من بين سطور الحزن و آلامى
هل أتيتِ من أعماق فؤادى
من قلب بحور الحب و سُهادى
خُذى قلبى بين يديكِ و سامريه
و امسحى برفقٍ عليه و دلِليه
و املأى كأسا" من رحيق الهوى و اسقيه
أو خُذى بعضا" من شهد الحب و أطعميه
ثم دعيه ينامُ فى أحضانكِ و لا توقظِيه
لو أنَّ للحبِ وطنا" فأنتِ وطنه
لو أنَّ للحبِ عنوانا" فأنتِ عنوانه